الأربعاء، 31 يوليو 2013

نبده عن تاريخ آلة العود



إن تاريخ هذه الآلة شغل العديد من المؤرخين و الباحثين في تاريخ الموسيقى العربية و الشرقية, العرب منهم و الأجانب. و لم يقفوا على تاريخ موحد لهذه الآلة العتيقة, كونها متجدرة في التاريخ الحضاري للإنسان. و بعد البحث و المقارنة و الوقوف على المفارقات التاريخية, أتضح لنا أن تاريخ هذه الآلة يعود إلى عهود غابرة في التاريخ الإنساني. و من تم تأكد لنا أن هذه الآلة تواجدت في جل الحضارات العالمية بأشكال مختلفة من حيث الحجم و الشكل و لكن شخصية آلة العود تبقى بارزة و ظاهرة من حيث التسمية أو طريقة التناول من حيث العزف.
اختلف المؤرخون و الباحثون حول أصل العود وتاريخه ما قبل الإسلام ، نذكر منها ما
جاء في تاريخ الكامل ( للمبرّد ) إن أول من صنع العود هو نوح ( عليه السلام ) واختفى بعد الطوفان . وقيل أول من صنعه أحد ملوك الفرس المسمى ( جمشيد ) واسماه ( البربط ) . ويرى الباحث الكبير و المتخصص في الموسيقى العربية ( فارمر ) أن العود الخشبي اقتبسه العرب من ( الحيرة ) بدلاً من عودهم الجلدي، وهو عود ذو وجهين من الجلد . و يذكر بعضهم أن آلة العود ظهرت عند قدماء المصريين منذ أكثر من 3500 سنة حيث عرفت الدولة الحديثة التي بدأت عام 1600 ق.م. وهو العود ذو الرقبة القصيرة . كما عثر في مدافن ( طيبة ) على عود فرعوني ذي رقبة طويلة وريشته الخشبية معلقة بحبل في العود , ويرجع عهده إلى( 1300 ق.م. ) .
إن الدراسة المقارنة التي قام بها الدكتور ( صبحي أنور رشيد ) لآثار العراق ومصر وسوريا وفلسطين وتركيا وإيران قد أثبتت أن أقدم ظهور للعود كان في العراق وذلك في العصر الأكدي حوالي ( 2350-2170ق.م) على ضوء ختمين اسطوانيين يمتلكهم المتحف البريطاني . ونظراً لعدم وجود آثار ذات مشاهد لهذه الآلة في العصر السومري القديم ، لذلك لم ينسب اختراع هذه الآلة إلى السومريين بل للأكديين . ثم انتشر العود في أنحاء العراق وأصبح الآلة المفضلة في العصر البابلي القديم ( 1950-1530ق.م. ) حيث كان شكل صندوقه الصوتي بشكل الكمّثرى وصغير الحجم ، واستمر على هذا الشكل حتى العصور المتأخرة من تاريخ العراق القديم .

أما إيران ، فقد عرفت العود منذ القسم الأخير من القرن السادس عشر ق.م. وهو العصر الذي أعقب نهاية العصر البابلي القديم .
وفي تركيا ، ومن المواقع والمدن القديمة الواقعة فيها وفي شمال سوريا والتي يعود أقدمها إلى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد ، وترجع البقية إلى الألف الأول قبل الميلاد . وفي فلسطين ، تعود أقدم الآثار التي تحمل مشاهد العود إلى العصر البرونزي المتأخر 1600-1300ق.م)
وإذا كانت العديد من المصادر العربية قد جعلت " لامك " هو مخترع العود فإن التوراة تجعل " يوبال بن لامك " من سلالة قايين(1) بن آدم أبا لكل ضارب على العود. واتفق بعض الكتاب من العرب والفرس ممن كتبوا عن الموسيقى وتحدثوا عن آلة العود فمنهم من يقول أن آلة العود جاءتهم من اليونان و منهم من يرى أن " فيثاغورث " الملقب يلقبونه بمناظر ( سليمان الحكيم ) هو الذي أخترعه بعد أن اكتشف توافق الأصوات الموسيقية، والبعض الآخر يعزو هذا الاختراع إلى " أفلاطون.